Tuesday, July 7, 2009

من صاحب الرواية الصحيحة في جريمة اغتيال السمان ورفيقه




غزة – فضائية الأقصى -
بعد يومين فقط من جريمة اغتيال القائد القسامي "عبد المجيد دودين" من قبل القوات الخاصة الصهيونية, تأتي جريمة الاغتيال التي نفذتها أجهزة أمن السلطة في الضفة المحتلة - المتعاونة مع الاحتلال - بحق المقاومة والتي كان ضحيتها قيادي في كتائب القسام ومسئول لواء شمال الضفة المحتلة القيادي "محمد السمان" ورفيقه المجاهد "محمد ياسين".
هذه الحادثة أوجدت تضاربا في الأنباء والتصريحات بين المسئولين في سلطة عباس وتصريحات حركة حماس التي تذكرنا بأيام ما قبل الحسم العسكري الذي حدث في قطاع غزة, وما أدت فيه الأحداث المتسارعة إلى تضارب أنباء من يتحمل المسئولية حول الوقائع والاشتباكات ومن كان سببها ومن يقف ورائها, ومن خلال هذا التقرير سنحاول وضع النقاط على الحروف لنتعرف على ملابسات جريمة اغتيال السمان ورفيقه, ومن صاحب الرواية الصحيحة.

فتح والسلطة وتصريحاتها المتضاربة

الروايات التي صدرت عن قادة سلطة رام الله وقادة حركة فتح كان في مجملها تصريحات متضاربة تظهر الخلافات الواضحة بين هو مع أو ضد ما يحدث في الضفة في مواجهة المقاومة والمجاهدين.
وحسب رواية المتحدث باسم أجهزة أمن عباس " عدنان الضميري" التي قال فيها: إن الحادثة، وقعت "حينما أطلق مسلحان النار من أسلحتهما باتجاه دورية للأمن الوطني كانت تمر بشكل عادي في حي كفار سابا",
أم رواية ما يسمى بـ"تلفزيون فلسطين", بأن الحادثة وقعت عندما بلغ قوات الأمن معلومات عن وجود مجموعات مسلحين تتمركز في عمارة سكنية، فتوجهت دورية الأمن لمعالجة الأمر.

تكامل الأدوار

بدوره, اعتبر المدعو حسين الشيخ أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة ومسئول ما يعرف بالتنسيق والارتباط مع الصهاينة أن جريمة الاغتيال التي طالت قائد كتائب الشهيد عز الدين في شمال الضفة الغربية المحتلة, نفذت لأن المجاهدين كانا يهددان جميع الاتفاقيات والتفاهمات التي وصلت إليها سلطة رام الله مع الكيان الصهيوني كما أن المجاهدين كانا يهددان الأمن الصهيوني في كل منطقة شمال الضفة المحتلة .
وعقب أمين سر فتح رداً على سؤال لبرنامج الظهيرة في الإذاعة الصهيونية العامة حول وجود مجموعات أخرى قائلاً : " ما يهمنا الآن أن من يهدد الأمن ومن يخرق ويخرج عن القانون سيتم ملاحقته إما بالإعتقال أو التصفية وهم مسئولون عما يجري بحقهم ولن نجعل الأمر يتدهور كما كان في غزة وقد أوضحنا ذلك لجميع الفصائل " .
هذا وتأسف الشيخ على مقتل ثلاثة عناصر من أجهزة عباس في الضفة قائلاً : " ليلة أمس كانت عملية محددة في قلقيلية ضد مجموعة تخريبية كانت تهدد الأمن ، تمت مواجهتهم وللأسف قتل 3 من الشرطة الفلسطينية وتم القضاء على عناصر المجموعة التخريبية أيضا " وذلك على حد قول الشيخ .

حماس تدحض

من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) أن استشهاد السمان ومساعده هو جريمة اغتيال مدبرة ومعد لها مسبقا، وليست وليد صدفة، أو حدثا عابرا كما روجت سلطة عباس.
وقال الحركة : إن هذه الجريمة هي نتاج فعل حثيث ليلا ونهارا من أجل تحقيق هذه النتيجة عن سبق إصرار و ترصد، حيث أننا ننقل و منذ أسبوع أخبار مدينة قلقيلية و ما يجري فيها من اشتداد ملاحقات أنصار حماس و اختطافهم و اقتحام البيوت و نصب الحواجز ، ( وكل ذلك في محاولة للوصول إلى خلية القائد السمان العسكرية والتي تلاحقها قوات الاحتلال الصهيونية منذ 6 سنوات )
وأشارت حماس إلى حملة الاختطافات التي طالب أبنائها, حيث بلغ عدد المختطفين خلال الأيام الأربعة التي سبقت الحادثة أكثر من 40 مختطفا، وكان التحقيق معهم منصبا على محاولة معرفة المكان الذي يتواجد فيه القائد القسامي محمد السمان ورفاقه) .. وهو ما يفند رواية سلطة عباس الكاذبة(, مستغربة من الرواية التي تصدرها سلطة عباس في رام الله على لسان بوقها عدنان الضميري.
كما أكدت حماس أنها تحمل محمود عباس ، وسلطته ، وأجهزته الأمنية ، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة و تعتبر الجريمة خطا أحمر غير مسبوق، مشددة على أن هذه الجريمة سيكون له تداعياتها الأكيدة على تقييم حماس لسياساتها و نظرتها تجاه العصابات المسئولة عن الجريمة، و قد ثبتت خيانتهم العظمى و إراقتهم لدماء المجاهدين خدمة و إرضاء للصهاينة و ضباط الشاباك الذين يثنون على صنيعهم هذا .

مباركة الاحتلال دليل على التورط

الاحتلال الصهيوني لم يستطع إخفاء تفاؤله مما تقوم به أجهزة امن عباس (الدايتونية), حيث نقلت وسائل الإعلام الصهيونية تصريحات عدد من قادة الاحتلال الصهيوني والذين عبروا عما يجول في خواطرهم بعد جريمة الاغتيال.
وكشفت وسائل الإعلام أن عملية الاغتيال لاقت صدى كبيراً في الإعلام والمجتمع الصهيوني والذي عكس أهمية جريمة الاغتيال بالنسبة للأجهزة الأمنية الصهيونية ، وقد علق العديد من الوزراء الصهاينة على هذه الجريمة نظراً لأهميتها عندهم ، حيث نقلت ما تسمى بإذاعة الجيش الصهيوني أمس الأحد 31 / 5 /2009 بعض هذه التعليقات .
فقد عبر الوزير الصهيوني المتطرف " هير تشيكوفتس " عن سعادته لانضمام رئيس سلطة رام الله محمود عباس للكيان الصهيوني في مكافحتها "بالإرهاب" حيث قال : " وأخيراً استيقظ أبو مازن وقرر أن يحارب الإرهاب ، إننا نحارب الإرهاب منذ عشرات السنين وأنا سعيد أن أبو مازن انضم لنا ، دعونا نرى هل سيستمر في محاربته للإرهاب أم لا ؟ " .
من جانبه قال الوزير الصهيوني يولي ادلشتين : " إن الطريق أمام أبو مازن والسلطة لكي يسيروا وفق مسار خارطة الطريق وتفكيك البنى التحتية للإرهاب ما زالت طويلة، وإن الإرهاب لا يتوقف مع بعض الاشتباكات هنا وهناك "،
بدوره أبدى وزير شئون الأقليات عن حزب العمل الصهيوني " أفشاي برافرمان " رضاه عن جريمة قلقيلية بالقول : " أبو مازن يقوم بالتزاماته وعلينا أن نخلي المستوطنات " وذلك على حد قول برافرمان .

ويبقى السؤال هنا ماذا بعد هذه الجريمة ؟

No comments:

Post a Comment